الإعلامى والناشط السياسى محمد سـاجـد عويضـة يكتب ..
حين أسقط المصريون النظام السابق عبر ثورة دفع فيها الشعب فاتورة من الدم ليتخلصوا من أستبداد زكم أنوفهم طويلا أملا فى الدخول إلى عصر الديمقراطية , ولكن نجد أنفسنا اليوم فى صدام مع رئيس مصر ما بعد الثورة وهو الذى حل علينا أملا فى التجديد لمستقبل أفضل فى وقت كان الشعب فى حيرة من أمرة , أيعيد النظام الذى أسقطة أم يأتى بنظام جديد لعلة يحمل الخير لنا ويعوضنا عما فقدناه خلال أعوام طويلة , مع ترويج الوهم حينها بأن تيار الإسلام السياسى بقدرتنا تقويمه إذا ما أنحرف عن المسار , أما النظام السابق فلا أمل فية مطلقا مع أستخدام الدين فى الترويج لسلعة انتخابية أملا فى الوصول إلى السلطة , من هنا جاء الرئيس مرسى الذى صدم الشعب مؤخرا بإعلان فرعونى من خلالة نصب نفسة ديكتاتورا جديدا يحمل أرقى وأعلى الأوسمة والقلادات المصرية وغير قابل للطعن عليه , ويتذكر التاريخ أن الفرعون السابق لم يجرؤ على إصدار مثل ذلك الإعلان خلال ثلاثين عاما أستبد فيها كيفما شاء .
وبعد قيام الرئيس بتحصين اللجنة التأسيسية للدستور أيضا , أسرعت اللجنة فى سباق مع الزمن للإنتهاء من كتابتة وتصل الليل بالنهار لإنجاز المهمة , وهى التى كانت تسير كالسلحفاة كما لو كانت تتوقع وتنتظر تلك التحصين لتصيغ ما تشاء وتتجاهل من يخالفها , ولتصعد ما تشاء من الأحتياطيين ممن لم يحضروا المناقشات من الأساس , ولتنسحب القوى المدنية والكنيسة , ولأول مرة فى التاريخ لا يشارك الأقباط فى كتابة الدستور , ونعلم جميعا أن المدنيين والأقباط مجتمعين يشكلون غالبية الشعب المصرى , كما لا يوجد مبرر منطقى لتحصين الشورى لحين أجراء أنتخابات برلمانية إلا تشريع ما يريدة الرئيس وفصيله خلال تلك المدة وهى كافية بالفعل , وها قد تم تفصيل دستور يتوافق ومتطلبات فصيل الرئيس , ويتم ذلك بعد ثورة على نظام أستبد بنا لنجد أنفسنا اليوم أمام نظام أشد أستبدادا ..
لقد وعد د/ مرسى خلال حملتة الأنتخابية وبعد تسلمة الحكم مباشرة أن يكون رئيسا لكل المصريين ولكنة ما زال يصر على أن يكون رئيسا لفصيل معين , ويصدمنا بإعلان يؤكد ما خشيناة وعلى بقية الشعب الإنصياع والطاعة لمبادئ وأهداف فصيل الرئيس من خلال دستور تم سلقة وحياكتة على مقاس فصيل الرئيس تحت شعار أنهم يحملون الخير لمصر , فلقد أيقن المصريون وخاصة البسطاء أن الرئيس ما هو إلا مندوبا لفصيل فى مهمة محددة داخل قصر الرئاسة ..
إن ما قام بة الرئيس لهو إشهار لسلاحة الأخير لإسكات جميع الأصوات التى تعارضة وهو ما يعكس حالة من الخوف لدرجة الهلع تنتاب الرئيس وفصيلة من ضياع أو حتى أهتزاز كرسى السلطة لذا قام بتحصينها حتى لا يقترب أحد من ذاتة المصونة , فلم يدر بخلد أشد المناهضين لسياسة د/مرسى وفصيلة أن يباغتة هذا الأحساس الديكتاتورى الذى عكس مدى شهوانية الرئيس فى ترسيخ دولة الفصيل الواحد .
وهل بالفعل الرئيس سعيد بالمعارضة التى سفك فيها دماء المصريين كما صرح , هل يسعد بإزدياد الرغبة فى سقوط نظامة , ألا يعلم أن المعارضة تحولت إلى غضب حتى أصبحت حرب شوارع قتل وأصيب فيها مصريين مما قد ينذر بحرب أهلية لا تتحملها مصر بكل المعايير , فهل يسعد الرئيس بتلك المعارضة الدموية .
واليوم مطالبين بالتصويت على دستور مرفوض شعبيا معدوم التوافق السياسى والأجتماعى على موادة , فهل أنتفض المصريون بثورة ليصاغ بعدها دستورا قد كتب للبعض دون الكل
أنة لأمر لا عجيب أن يصم الرئيس أذنية ولا يرى حجم المعارضة على سياستة ويستخف بها ولا يشعر أن المعارضة تزداد يوما بعد يوم حتى أصبحت تطالب بسقوطة , لا سيما مع ظهور قوى جديدة لديها القدرة على أستخدام القوة إذا أستشعرت الخطر .
لقد قام الرئيس بأستعداء الكثير من القوى وخاصة القضاء الذى حاول أغتيالة معنويا بدعوى تطهير القضاء , وأتسائل هل تطهير القضاء بمنح صلاحيات للرئيس أعلى من كلمة القضاء بدولة القانون , وهل يتم ذلك التطهير بمنع القضاة من ممارسة عملهم مثلما حدث من حصار للمحكمة الدستورية العليا من قبل ميليشيات فصيل الرئيس المعروفة , مما يعد تهديدا صريحا بأنهيار دولة القانون وتضخم تخوف معظم المصريين من تحقيق ما يلوح بة فصيل الرئيس كثيرا بالتحول التدريجى إلى دولة الخلافة .
لقد أقسمت حين تسلمت السلطة على أحترام القانون والدستور ونجدك اليوم تهين القانون وتفصل الدستور , ونحن ننتظرك قريبا لتطل علينا شارحا الموقف من وجهة نظركم كالعادة ونتوقع ختام حديثك عن التظاهرات المعارضة بقولك "خليهم يتسلوا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق