من يتحمل مسئولية الفضيحة المصرية أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم؟
من المسئول عن الصورة المهزوزة التي ظهرت عليها مصر أمام العالم كله وليس الفيفا فقط بعد أن تابع الجميع تطورات الأحداث باهتمام خلال الأيام الأربعة الماضية؟
من المتسبب في تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم في شئون الكرة المصرية بهذا الشكل المؤسف؟
أسئلة كثيرة فرضتها الأحداث المتلاحقة التي شهدتها الكرة المصرية في أعقاب قرار حل وزير الرياضة المبجل العامرى فاروق للجنة تسيير الأعمال بالجبلاية برئاسة أنور صالح وتعيين مجلس مؤقت بدلا منها برئاسة عصام عبد المنعم والتي استقالت بعد رفض الفيفا لها وإصراره على احترام لائحة النظام الأساسي لاتحاد الكرة المصري والذي يقضى بعودة لجنة تسيير الأعمال من جديد.
نبدأ بالسؤال الأخير عن الأسباب التي دعت لتدخل الفيفا في شئون الكرة المصرية حيث تابعت الموقف بكثير من الدهشة والاستغراب والقلق على مستقبل الرياضة المصرية في ولاية العامرى فاروق لأن متابعة الفيفا للأحداث أصاب المسئولين بحالة من الاستياء وسيل من الاتهامات للمهندس هاني أبو ريدة عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا والمرشح لرئاسة الجبلاية في ذات الوقت وكأن الذنب ذنب هاني أبو ريدة وليس ذنب العامرى الذي أتخذ قرار أهوج غير مدروس وحاول إلزام العالم به.
فما فعله الوزير المبجل ورجاله في الإعلام والذين تربطهم به صداقة من نوع خاص منذ أن كان عضوا بمجلس إدارة النادي الأهلي أشبة بمحاسبة الشخص الذي أبلغ عن جريمة قتل دون التفكير في محاسبة القاتل ، فمن فعل هذه الفضيحة هو العامرى فاروق بقراره النابع من حسابات شخصية وإذا كان أبو ريدة قد خاطب الفيفا وله كل الحق في ذلك رغم أنه لم يحدث فليس هو المسئول إطلاقا عن هذه الفضيحة بل المسئول صاحب القرار فيها وزير الرياضة.
والغريب أن البعض صدق بكثير من الانفعال تدخل هاني أبو ريدة في الموضوع وأتهمه بالعمل لمصلحة ضد مصلحة مصر وكأن العامرى يعمل لمصلحة مصر جميعهم تغافلوا عمدا أو جهلا عن حقيق أسلوب العمل في جمهورية الفيفا تلك الجمهورية التي تملك مؤسسة إعلامية ضخمة تقوم بترجمة كل ما ينشر إعلاميا عن الكرة في جميع أنحاء العالم كما أنهم تناسوا جاهلا وعمدا هذه المرة عن أن هناك مخاطبات تتم بين الفيفا والاتحاد المصري يتم توقيعها باسم أنور صالح الرئيس السابق للجنة تسيير الأعمال بالجبلاية وعند التغيير لابد من توضيح أسبابه فالموضوع بسيط ولا يحتاج لفكرة المؤامرة والتخوين التي تسيطر علينا جميعا منذ ثورة 25 يناير.
والغريب في الموضوع أيضا محاولة العامرى فاروق وزير الرياضة والذي تم اختياره بترشيح من الدكتور أسامة ياسين وزير الشباب وعضو الحرية والعدالة والذي تقرب منه كثيرا العامرى في أعقاب ثورة يناير بعد أن سقط حزبه السابق الحزب الوطني ليقفز سريعا تحت مظلة الحرية والعدالة، أن ما يقوم به من أجل الصالح العام وأن هذا المجلس الذي تم تشكيله برئاسة عصام عبد المنعم سيعمل لمدة شهريين لتسيير الأعمال في محاولة لخداع الرأي العام ، وهو الأمر الذي أنكشف كذبه في تصريحات وقرارات هذا المجلس الذي لم يستمر عمله أكثر من 24 ساعة لأنه عمل لمدة 3 أيام منهم يومي الجمعة والسبت الأجازة بالدولة، حيث خرج الاجتماع الوحيد للمجلس بقرارات تؤكد أنهم طامحون في الاستمرار لسنوات بالجبلاية حيث حصل كل عضو على ملف لدراسته من مسابقات لملاعب لحكام لمنتخبات رغم أن قرار التعيين لإدارة الاتحاد ومناقشة تعديلات اللائحة والدعوة للانتخابات لا أكثر ولا أقل.
الصورة مؤسفة أمام العالم وبالفعل العباءة كبيرة جدا على العامرى فاروق والذي أثبت بما لا يدع مجالا من الشك صدق رؤية حسن حمدي رئيس النادي الأهلي الذي لم يكن يفضل تواجده بمجلس الأهلي ولكن الانتخابات أتت به فما كان إلا تهميشه تماما هذا التهميش الذي خلق لديه نوع من الرغبة في إثبات الذات بقرارات عنترية غير مدروسة انقلبت عليه في النهاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق