وائل غنيم يبعث برسالة الى مليونية جامعة القاهرة.
مهما كانت أعداد المؤيدين بمئات الآلاف اليوم في ساحات التظاهر، ومع احترامي لحقهم جميعا في التعبير عن آرائهم (وعدم احترامي لكل من يُخوّن ويُقصي غيره سواء كان مؤيدا أو معارضا)، يظل الإعلان غير دستوري، ولا يغير هذا من أن الرئيس قد أخطأ في الحصول على صلاحيات وسلطات لم تكن ضمن صلاحياته ولا سلطاته التي وافق عليها الشعب حينما اختاره بنسبة لا تتجاوز 52% من أبناء الشعب المصري في انتخابات الرئاسة.
اسألوا أنفسكم بصراحة: هل يجوز الحكم على دستورية أو عدم دستورية هذا الإعلان من منطلق من هو الرئيس الذي أصدره؟ هل لو كان الفائز في انتخابات الرئاسة غير الرئيس مرسي وأصدر إعلانا دستوريا بهذا الشكل كنتم ستقبلونه وتقولون أننا نثق في الرئيس وأن الأمر استثنائي؟ هل العبرة بالأشخاص أم بالمبادئ.
هل يصح أن تكون استراتيجية السلطة الحاكمة في مصر بعد الثورة كما يقول عصام العريان: "من يؤيد الرئيس والإعلان الدستوري عليه أن يقول نعم للدستور، ومن يعارض الرئيس والإعلان الدستوري عليه أن يقول نعم للاستفتاء حتى يتخلص من الإعلان الدستوري، وأن من سيقول لا هم من يريدون عودة مصر إلى السابق". أليس هذا تلبيسا للحق بالباطل؟ واخراجا للديمقراطية من مضمونها؟. هل يصح أن يخرج مثل هذا الكلام أيضا من رئيس الجمهورية نفسه في حواره التلفزيوني حيث قال أن التصويت بنعم في الاستفتاء على الدستور سينهي الإعلان الدستوري؟
ماذا كان موقف جماعة الإخوان المسلمين حينما هدد المشير طنطاوي في خطبته الشهيرة بأنه مستعد لعمل استفتاء على بقاء المجلس العسكري في السلطة؟ ألم يكن منهم الرفض لأن المبدأ نفسه مرفوض وخارج إطار الديمقراطية التي ثار من أجلها الشعب؟ إذا كانت القضية هي الانتصار للحق والمبدأ بعيدا عن الأشخاص فلنتحاور، أما إذا كانت القضية هي الانتصار للحزب أو للجماعة أو للتيار الذي يمثله الرئيس، فلا تضيعوا أوقاتكم مع معارضيكم واستمروا فيما تفعلونه مع رجائي أن تقدروا فداحة الخطأ الذي ترتكبوه في حق الوطن.
أما حملات التشويه والنيل من شخوص كل من يعارض الرئيس اليوم ممن أيده في السابق، فالخاسر الأكبر فيها هو الرئيس الذي يستمر من حوله في تزيين الباطل له وهو يخسر من كان مستعدا للعمل معه يدا بيد في بناء الوطن الذي لن يقوم على يد تيار بعينه دون غيره ولن ينهض به سوى توافق يعي فيه الجميع أن "قوتنا في وحدتنا" كما ردد الإخوان في المرحلة الثانية من جولة انتخابات الرئاسة. في الأمس كانوا ينقلون كلامنا ويمدحون مواقفنا، واليوم انقلبوا على عقبهم إلى السخرية والشماتة وتوجيه الاتهامات في النوايا.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق