أكتوبر 06، 2012

المارد الذى قضى على السادات "خالد الاسلامبولى"



لم يكن ''الإسلامبولي'' سوى ''مارد'' أطلق السادات ''عشيرته من القمقم'' ليلتهموه وقت احتفاله بالنصر، إنه الملازم أول ''خالد أحمد شوقي الإسلامبولي''، ضابط لواء ''333 مدفعية''، المُخطط لاغتيال السادات في ''حادث المنصة'' الشهير في يوم الاحتفال بنصر أكتوبر عام 1981.

عوامل متعددة أثرت في حياة "خالد" ونقلته من "خانة المواطن وضابط الجيش" إلى خانة "المجاهد" في عيون البعض، و"الإرهابي القاتل" في عيون البعض الآخر، العامل الأول كان دمجه في "تنظيم الجهاد" على يد شقيقه "محمد الإسلامبولي" المعتقل ضمن "اعتقالات سبتمبر 1981"، والتي ساهمت بشكل أو بآخر في التعجيل بالانتقام من السادات.
عامل آخر وهو "فتوى قتل السادات" خاصة بعد "ذهابه للكنيسيت" و "معاهدة السلام" مع إسرائيل، و"امتهان الرموز الدينية" لا سيما الشيخين "حافظ سلامة و المحلاوي"، إضافة لآرائه بأن "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" بعد أن وصف نفسه مسبقا بعد توليه الحكم بأنه "الرئيس المؤمن" و "رب العائلة" المحافظ على إقامة الشعائر الدينية.
وضعت الخطة للتخلص من "الفرعون" أثناء زيارة "الإسلامبولي" لصديقه الضابط السابق بالدفاع الجوي "عبد الحميد عبد السلام فرج" مؤلف كتاب "الفريضة الغائبة"، والذي أمد "الإسلامبولي" بالسلاح، وكانت الخطة "بناء على اعترافات الإسلامبولي" عبارة عن "اختطاف خالد لرشاش من كابينة القيادة و قفز الجناة الآخرون من صندوق العربة، والاتجاه صوب المنصة الرئيسية لتصويب نيران أسلحتهم عليها".. واستغرقت العملية "40 ثانية".
المشهد في المنصة.. "السادات" يتوسط "المشير أبو غزالة" و"النائب حسني مبارك"، وأثناء استعراض الفرق العسكرية، إذا بهجوم خاطف و"ارتباك" يتجه ناحية المنصة.. طلقات مدفع رشاش مصوبة على الصف الأمامي للمنصة، الكل ينزل "تحت الكرسي" ولكن رصاصة من "الرقيب قناص حسين عباس" تخترق "رقبة السادات".
يصعد "الإسلامبولي" ومعه "المقدم عبود الزمر"، "عطا طايل"، "حسين عبد السلام"، وآخرون إلى المنصة، وجها لوجه أمام "أبو غزالة ومبارك" وبجانبهم "السادات" مدرجا في دمائه، يشير لهم "الإسلامبولي" بالابتعاد قائلا: "أنا مش عايزكم أنتم.. أنا عايز الفرعون"، "فهو لم يأت لقلب نظام الحكم وإلا لقتل كل كبار رجال الدولة".. كما قال "منتصر الزيات" محامي الجماعات الإسلامية.
يلقى القبض على "الإسلامبولي" ورفاقه، وتجرى محاكمتهم ويصدر بحقهم أحكاما بالإعدام والسجن المؤبد، و في 15 أبريل 1982 يعلن عن تنفيذ حكم الإعدام بحق الإسلامبولي "رميا بالرصاص"، لكن عملية الإعدام مازال يكتنفها غموض دفع الكثيرين، على رأسهم أسرة السادات، للتشكيك في تنفيذها؛ خاصة وأن "أسرة الإسلامبولي" لم تتسلم جثمانه حتى الآن.
يصبح الإسلامبولي "ملهما ورمزا" لعدد من الجماعات الإسلامية المسلحة، وتخرج "كتائب خالد الإسلامبولي" في باكستان والشيشان، إلا أن "التكريم الأبرز" جاء من "حكومة الثورة الخومينية الإيرانية"، تلك التي استضاف السادات عدوها "شاه إيران" بعد مساعدته لمصر وقت الحرب، وأنتجت "لجنة تكريم شهداء الحركة الإسلامية العالمية الإيرانية" فيلما تسجيليا "مقدما لروح الشهيد الإسلامبولي ورفاقه".. أطلقت عليه "إعدام فرعون" .

ليست هناك تعليقات: